Total Pageviews

Tuesday, July 31, 2012

من الماضي فالحاضر حتى المسقبل



قصة قصيرة , فتمَعّن ..

في الماضي .. كنتُ طفلة , ولستُ كأي طفلة !
نشأتُ بين الكتب .. ترعرعت في الصفحات .
أحببتُ القراءة حباً جما , أما الكتابة فلها قصة عشق أخرى !
وربما يعود هذا لوالداي الغاليين ! فكانا دائماً مايحرصون على الذهاب بنا إلى المكتبة , فقط للقراءة ..
 في كل نهاية أسبوع وفي فترة الظهيرة جميع عائلتي تقلّب صفحات الكتب وتبحث بينها في المكتبة , وحتى هذا اليوم نحن نفعل ذلك ..
فازداد ونمى حبي للقراءة , حتى أتقنت الكتابة .
فصرت سجينة الأوراق و أقلامها !

 في الماضي / .. كنتُ كلما وضعتُ حبر قلمي على أوراقي و أخبرتها بما وراء الصمت , فإنني سريعاً ما أخبئها بين أوراقي الأخرى ! وأظلم حروفي الحزينة وأناملي الرقيقة فلا أدعها تعلن عن محتواها , أكتمها حد الإختناق , أتستر عليها وكأنها اقترفت جريمة شنعاء !
كل ذلك , فقط لكي لا يفهم أحدٌ ما أخفيه بداخلي ! .. كي لا يعرف أحدٌ بما أفكر .. كي لا يقرأني أحدهم .. كي أحافظ على شخصي الكتوم ! ...
ولكن , بالأمس .. صرخ الصمت ! صرخ الصبر ! صرخ قلبي ! تناثرت الحروف في كل مكان ! عج المكان الذي كنتُ فيه بالضجيج والصخب ! ..

صاحت الأوراق فيني / كفى ! توقفي ! .. كفاكِ هماً .. كفاكِ حزناً , امتلأ جسدي دموعاً , فتوقفي أرجوكِ عن البكاء ! امتلأ بياضي بحبرك النازف ! فتوقفي عن الكتابة بقلمٍ حزين !

صاح الصبر فيني / مللت الصبر ! فلم يعد للصبر صبراً !! فانفجري غضباً على من أغضبك , انفجري ضحكاً على من أسعدك , انفجري بكاءاً على من أحزنك وجرحك ! , ولكن سألتك بالله ألا تصبري ولا تكتمي ...

فبكيتُ , ثم ضحكتُ حتى بكيتُ ثانية !
وقلت لهم : لا تراعوا .. لا تراعوا من بكائي و أنيني .. لا تأخذوا بحزني , فرُبّ جرحٍ تاب هماً و دعاني لجرحٍ جديد ...

ألا ترون ؟ أنا أرقص ! أنا أُغني ! أنا أضحك ! أنا ألعب كالأطفال وروحي كروحِ طفلٍ برئْ , ولكن .. ليس معكم .
فأنتم للحزن والهم والغم والجرح ... فقط !

عندما أصمت فهذا يدل على حزني العميق .. عندما أكتب فهذا يعود لحاجتي الماسة إلى الراحة .. عندما أصبر , فاصبر لأجلي أيها الصبر !
توقفوا عن التذمر أرجوكم ! فأنا بحاجتكم ..

و اليوم / ..
ودعتُ الغموض , و أشتاقني الصمت ,  و وقعَت الأوراق والأقلام في بَحرٍ من الحب معي ! .. أما الصبْر , فحافظت عليه ولم أفرط به
انتشرت حروفي ولم أعد أظلمها .. وضعت أوراقي أمام الملأ ولم أعد أخبئها .. عرضتُ مشاعري على الجميع ليشعروا هم الآخرين بها , ولكنني حرصت على ألا تهان و ألا يُداس على شموخي وعزتي ..

أما غداً / ..
فلا أعلم مايخفيه الغد ولا اطّلعت على القدر .. ولا أعرف من ينتظرني بشوق , ليخبرني بمدى جمال وروعة حروفي .. وبالحجم الهائل من الأحاسيس والمشاعر الصادقة في كلماتي ...
ولكنني سأطمح , وأحلم , و أتخيل .. فأبني و أرمم , وأُشيد , و أزرع ... فأصل , و أحصد , وأحصل على ماسعيت لأجله .

5 comments:

  1. ولماذا غدا ؟؟
    من الامس وانتي مبدعة حتى في كلامك حجم هائل من الاحاسيس والمشاعر الصادقة

    ReplyDelete
  2. جميل جميل جميل جدآ وإلا الامام

    ReplyDelete
  3. كلام رائع واسلوب جيمل يا لينه..
    استمري ..

    ReplyDelete
  4. احببت قلمك جدا واحببتك اكثر
    متفائلة وطموحة :*
    واراكي بمثابة كتاب لي أكتب فيه ما يخاجلني أياً كان
    انا من متابعينك واشد المعجبين بك في (التويتر)في بعض الاحيان اشعر بأنك تخاطبيني
    لا استطيع ذمك او انتقادك , لأنني صغيرة للاسسف ولا اراك سوى كاتبة لذا سأدع الانتقاد للنقاد

    عذراً ان اطلت الحديث ولكن حقا احتاج الحديث معك
    فلن تصدقي بمدى راحتي وسعادتي عند قراءة ماتكتبيه ...

    ReplyDelete
    Replies
    1. تبيّض أوراقي بالسعادة وتنحني لكم أقلامي شاكِرة ..شكراً بِحَقْ

      ~
      للمعلومية : أنا صغيرة جداً ولا أعتقد بأنكِ أصغر مني !..

      اكتُبي ما شئتي هُنا في المرات القادمة ، ولا تذكري اسمك فأنا يُثيرني الحديث مع الغُرباء جداً حقيقة

      Delete